ريال مدريد يراهن على المستقبل: سيستيرو يتحول من موهبة صاعدة إلى مشروع نجم

في صمت وبعيدًا عن الأضواء الصاخبة، كان خورخي سيستيرو يشق طريقه داخل منظومة ريال مدريد، إلى أن أصبح اليوم واحدًا من الأسماء التي يضعها النادي ضمن حساباته طويلة المدى، بعدما قرر تمديد عقده وتحصينه بشروط تعكس حجم الثقة في إمكاناته.

سيستيرو، لاعب الوسط القادم من سرقسطة، لم يحتج وقتًا طويلًا ليترك بصمته مع كاستيا، حيث قدّم مستويات لافتة أهلته للظهور المتكرر في تدريبات الفريق الأول، قبل أن يعيش لحظة خاصة بتسجيل أول مشاركة رسمية له مع الكبار في بطولة كأس الملك، خطوة اعتُبرت نقطة تحوّل في مسيرته داخل النادي.

قرار التجديد لم يكن إجراءً روتينيًا، بل رسالة واضحة من الإدارة تؤكد تمسكها باللاعب، خاصة مع إدراج شرط جزائي مرتفع يصل إلى حدود 150 مليون يورو، في محاولة لإغلاق الباب مبكرًا أمام أي اهتمام خارجي محتمل. اختيار القميص رقم 14 لم يكن عابرًا، بل جاء انعكاسًا لإعجاب سيستيرو بأسلوب كاسيميرو ودوره المحوري في وسط الملعب.

المدرب ألفارو أربيلوا لعب دورًا محوريًا في إبراز اللاعب ومنحه الثقة والقيادة داخل كاستيا، وهو ما ساهم في تسريع تطوره الفني والشخصي، بينما بدأ تشابي ألونسو بدوره إدخاله تدريجيًا في أجواء الفريق الأول، مستفيدًا من قدرته على قراءة اللعب والانضباط التكتيكي.

التحول اللافت في مسيرة سيستيرو انعكس أيضًا على تقييمه السوقي، إذ شهدت قيمته قفزة ملحوظة خلال فترة قصيرة، ليصبح read more ضمن أغلى عناصر كاستيا، في مؤشر على أن اسمه بات حاضرًا بقوة في دوائر المتابعة داخل وخارج إسبانيا.

رحلة اللاعب لم تخلُ من العقبات، فقد توقفت خطواته مؤقتًا بسبب إصابة قوية في الكتف أبعدته عن الملاعب لفترة، إلا أن عودته جاءت أكثر نضجًا، ونجح بعدها في تثبيت أقدامه كلاعب أساسي، والمساهمة في النجاحات التي حققتها فرق الفئات السنية، قبل أن يتسلم دورًا قياديًا هذا الموسم.

بهذا المشهد، يبدو أن ريال مدريد لا ينظر إلى سيستيرو كمجرد لاعب شاب، بل كجزء من تصور مستقبلي لوسط الميدان، في انتظار أن تترجم هذه الثقة إلى حضور دائم مع الفريق الأول خلال السنوات المقبلة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *